غلاف كتاب كايتو

يعود الفنان والكاتب مراد زيمو، هذه المرة برواية فضل أن يعنونها «كايتو» عن منشورات القصبة، والتي غاص عبر مضمونها في قضايا الصداقة في المجتمع بأسلوب روائي امتزجت فيه الفكاهة بالاستعارة، فتارة يجعل القارئ يحتك بالفلسفة وتارة أخرى يعتقد هذا الأخير أن الحياة مجرد كفة أرجوحة تميل يمينا او شمالا ويسعى المتحكم فيها الاحتفاظ على توازنه وتجنب السقوط لا أكثر، وكعادته يلمس كل ألف وتعود على نثر زيمو ذلك الميل للشعر، فالجمل تكشف عن هوايته الأخرى، وهو الذي يفاجأ كتابعيه دوما، فحين ينتظرونه بألبوم غنائي يطل عليهم بكتاب.

 بصم الفنان والكاتب مراد زيمو على أول رواية له، صدرت مؤخرا عن دار النشر «القصبة»، بعد تجربتين سابقتين في النثر حيث أصدر من قبل ديوانين للقصص القصيرة، الأول عام 2004 عن المحافظة السامية للأمازيغية بعنوان «ثيكلي» -المشي-والثاني جاء تحت اسم «أمداكل» -الصديق-عام 2009 عن منشورات «ثيرا». يروي خريج جامعة تيزي وزو -تخصص علم الاجتماع» في روايته «كاويتو» قصة صديقين في الحياة فرقت بينهما الغربة، حيث أن «كاويتو» فضل هدوء القرية وسكونها فيما غير رفيقه وصديق الطفولة من مسقط رأسه الاستقرار في الضفة الأخرى، وبين عاصمة الأضواء «باريس» وقمم جرجرة الاختلاف كبير لكن الذكريات تجمع الثنائي وليس البعد سوى تفاصيل جزئية من علاقة كان فيها الحلو والمر.

بعد مدة، يزر المغترب الأهل والقرية، ويلتقي الصديق «كاويتو» بل ينبهر من يومياته المبنية على التواضع والتعامل مع البسطاء من سكان البلد، هؤلاء الذين يقتسم معهم يسر المعاش والمصير المشترك لبلد. فيقرر أن يرافقه لتخليد جزء من هذه المعيشة في فيديوهات، ويظل يتبعه بالكاميرا ليلتفت إلى مثل هذه المشاهد كلما ضاقت به الهجرة وشده الحنين والشوق إلى مهد البدايات. وذات يوم، يذهب الصديقان إلى غابة لا يعرفها أي منهما، فيسقطان في حفرة، وهنا تطفو إلى السطح أوجه التباين والاختلاف بينهما، وكل واحد يتهم الأخر بانه سبب ما وقع لهما، قبل أن يتدخل كلب «كاويتو» الوفي لصاحبه وينقذ الصديقين. إذ بعد أن اكتشف الواقعة، سارع إلى القرية وبات ينبح أمام أهلها حتى ظن الجميع أنه أصيب بالكلب فجرهما إلى مكان الحادثة قبل ان يقدم أحد السكان على قتله ويكتشف فيما بعد أنه أراد أن يخبرهما بما حصل لكاويتو وصديق سنين الصبا. قتل الحيوان ليتم إنقاذ الإنسان... رسالة زيمو تحمل معان كثيرة تركها للقارئ يمنح لها تفسيرا كما يشاء.

وتنتهي الرواية بعودة صديق «كاويتو» إلى ديار الغربة لكنه سرعان ما تعرض لوعكة صحية، تقوده إلى مصحة الأمراض العقلية قبل ان ينصحه الأطباء بالعودة إلى البلد ليقرر الاستقرار في القرية مجددا.  

ابن قرية إشالمن بعزازقة في تيزي وزو، والذي فتح عينيه فيها يوم 2 جانفي 1970، عرف كذلك في مجال الغناء بعد تعامله مع الفنان أمزيان كزار، حيث صدر ألبومه الأول عام 1997 بعنوان «أججيقن نتسوسمي» -ورود الصمت-وأضاف «صالوبري» عام 2001، قبل ان يستقر بباريس وهناك أصدر ألبوم «معليش تامبي» سنة 2004، ثم «أبوبري كان» في 2007 و»ناقوس» سنة 2012

قد يهمك ايضا:

إطلاق سراح الممثل الجزائري عبد القادر جريو

الممثلة الجزائرية بشرى عقبي على قيد الحياة